الملائكة MAKALAH ARAB;
المقدمة
و
إنما جعل الحديث عنِ الملا ئكة و الجن، في
قِسمِ الكونِيات، مع ما قد يخطر في البال، من أنهم إنما يدخلون في الغيبيات التي لا
نُشاهدها ولا نعلم عنها إلا ما أخبر به الكتاب من شأنها-لِأن يقصد به الكونيات جميع
ما هو مكون أي موجُود ثابت. ونقصد بلغيبيات جميع ما أخبر الله عن وقوعه مما لم يقع
بعد وقوعا
كليا
كليا
والملائكة
يدخلون، بهذا المعني، في الصف الأول. فهم مخلقون يتصفون بالكونية والوجود، كالجن، وقد
رأى بعضهم الأنبياء عليهم صلوات ت الله و سلامه , ولا يشكل قي الموضوع أن عامة
الناس لا يرونهم. فقد علمت مما ذكرناه آنفا أن الموجودات أعم من المشاهدات.
و
البحث في هذا المقام يتعلق بتعريفهم , و وجودهم , و صفاتهم , و وظائف بعضهم.
Sumber gambar : hidazzahra.blogspot.com |
البحث
تعريف
الملائكة
: جمع ملأك , نقلت حركة الهمزة فيه إلى الساكن قبله , ثم حذفت الألف تخفيفا فصارت
ملكا ؛ وهو من كلمة الألوكة التي هي الرسالة, و الجع ملائك ى و ملائكة[1]
وجود
الملائكة
فقد
دل عليه الخبر الصادق المتواتر عن الله جل جلا له وعن رسوله عليه الصلاة والسلام .
فأم الوارد من ذلك عن الله جل جلا له
فقوله:( ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيهِ
مِن رَّبِّهِۦ
وَٱلمُؤمِنُونَۚ
كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰئكَتِهِۦ
وَكُتُبِهِۦ
وَرُسُلِهِۦ
لَا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِۦۚ
وَقَالُواْ سَمِعنَا وَأَطَعنَاۖ
غُفرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيكَ ٱلمَصِيرُ)[2]
و قوله : (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ
مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ)[3]
وأما
الوارد من ذلك عن رسوله عليه الصلاة والسلام فقوله عليه الصلاة و السلام لجبريل في
الحديث المعروف عن عمر بن الخطاب , عندما سأله الجبريل عن الإيمان : " أن
تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره و شره
"[4]
و
بذلك تعلم أن وخودهم ثابت بدليل بدليل القطع الذي لا يمكن أن يخلقه شك أو ريب.
و من هنا كان إنكار وجودهم كفراً بإجماع
المسلمين بل بنص قوله تعالى : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ
الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ
مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)[5]
على أن الإيمان بنبوة محمد غليه الصلاة و السلام و نزول القرآن عليه يستلزم
الإيمان بالملائكة , و إنكار وجودهم إنكار للنبوة و إنكار للنبوة و القرأن معا.[6]
صفاة
الملائكة
فإن
التفصيل القول في ذاك مما لا سبيل إليه , إذ هي مما لا يمكن معرفته إلا عن طريق
الأخبر , ولم يصل إلينا من أخبار الصادقة
المتواترة ما يكشف لنا عن أحوالهم و صفتهم المختلفة بتفصيل[7].
و
أما معرفة الصفات إجمالا , فلنا إلي العلم و الإعتقاد بها سبيل لا تنكر . و سبسمنا
إلي ذلك الخبر الصادق الوارد في كتاب الله عز وجل . فمن ذلك قوله تعالى : (لَنْ يَسْتَنْكِفَ
الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ۚ
وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا)[8]
,و قوله عز و جل في وصف النار و حزنتها : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ
وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ
شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[9]
,و قوله سبحانه : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ
سُبْحَانَهُ ۚ
بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ , لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)[10]
,و قوله عز وجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ
رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ
يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ
إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[11]
و
من ذلك ما ورد من الآيات و الأحاديث التى تدل على أنهم منحوا القدرة على التشكل و
الظهور بأشكال مختلفة , من مثل قوله جل جلاله : (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا
فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)[12]
, و الأحاديث الكثيرة المختلفة التي تثبت أن النبي صل الله عليه و سلم كان يرى
جبريل في هيئة رجل من الناس , و أنه كثيرا ما كان يتمثل في شكل دهية الكلبي .
فهذه
الآيات وما يتبعها من أحاديث الكثيرة صحيحة تأيدها , توجلب علي المسلم أن يعتقد
عقيدة جازمة بأن الملائكة يتصفون بصفات التالية :
1. العبودية لله عز و جل[13]
أو خوفهم من الرب تبارك و تعالى , لقول تعالى :
(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ
وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ , يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ
مَا يُؤْمَرُونَ)[14].[15]
2. أنهم متقيدون بأوامر الله لهم[16]
أو طاعتهم الله تعالى لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ
مَا يُؤْمَرُونَ)[17].[18]
3. حبهم لمن يحب ربهم , فقد
دل في الحديث : " إن الله تغالي إذا أحب عبدا نادا جبريل : إن الله قد أحب
فلانا فأحبّه , فيحلبه جبريل , ثم ينادى جبريل في السماء : إن الله قد أحب فلانا
فأحبوه فيحبه أهل السماء , و يوضع له القبول في الأرض"[19]
[20]
4. عظم خلقهم و تفاوتهم فيه,
كما نص عليه الخالق جل جلا له على ذلك . و ليص لنا أن نعلم عن الصفات التفصلية
لهذه الأجنحة و كيفتها , إذ إنهم محجبون عنا بإرادة الله و حكمه , و لم يصل الخبر
عن ذلك .
إنّ
خلق الملائكة لعظيم , وهم يتفاوتون فيه تفاوتا كبيرا , فقد صح أن لجبريل عليه
السلام ستمئة جناح[21]
_ و من بعضهم أن لهم أجنحة مثنى و ثلاث و رباع, كما قال الله تعالى : (الْحَمْدُ
لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي
أَجْنِحَةٍ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ
يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ
إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[22]
رواه أبو داود بسند الصحيح أن النبى صل
الله عليه السلام , قال : " أذن لي أن أتحدث عن الملك من حملة العرش رجلاه
في الأرض السلفى , و على قرنه العرش , و
من شخمة أذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمئة عام , فيقول ذلك الملك : سبحانك حيث
كنت"
و روى الحاكم و صححه أن النبى صل الله
عليه السلام : "إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض , و
عنقه مثنة تحت العرش , وهو يقول : سبحانك ما أعظمك!!
فيرد عليه : لا يعلم ذلك من حلف بي كاذبا
"[23]
5. أنهم مع كونهم مخلقين من نور غير مرئي
بالعين , فإن الله تعالى قد منحهم القددرة
على التشكل و الظهور بمظهر الأجسام الكثيفة الكثيرة .
ولا
يسع المؤمن بالله و رسوله إنكار شيئ من هذه ذالصفات , فإذا أنكرها أو أنكر شيأ
منها فإنه يكفر بذلك بالتفاق .[24]
فلذا
هم لربهم مطيعين , لا يعصون الله ما أمرهم , و يفعلو ما يؤمرون , يسبحون الليل
والنهار لا يفترون , ولا يسأمون من عبادة الله ولاهم عنها يستكبرون , أدخبر الرسول
صل الله عليه و سلم عن مادة خلقهم , فقال "خلقت الملائكة من نور , و خلق
الجان من مارج و نار , و خلق آدم مما وصف لكم "[25]
[26]
وظائف
الملائكة
إن
ما يقوم به الملائكة من أعمال لكثير جدا , و مختلف متنوع إلي الحد , كبير , و هذا
بيان مجمل مما جاء من القرآن الكريم , والسنة النبوية الشريفة من وظائف الملائكة و
أعمالهم الذي أناطها الله تعالى بهم عبادة له و الطاعة :
1. جبريل عليه السلام
, و يسى روح القدس أيضا , وصف الله عز و جل بالقول الأمانة فى قول تعالى : (إِنَّهُ
لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ , ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ , مُطَاعٍ ثَمَّ
أَمِينٍ)[27]
و خصه بأشراف الوظيفة , و هي السفارة بينه تعالى , وبين رسله عليه السلام فكان
ينزل بالوحي كما قال تعالى : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ , وَإِنَّهُ
لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ , نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ , )[28]
و صح عليه النبي صل الله عليه الصلاة و السلام و معراجه , فرافقه عليه الصلاة و
السلام من مكة إلى المسجد الأقصي , و منه إلى سدرة المنتهى بالملائكوت الأعلى .[29]
2.
ميكائيل
: و وظيفته التي وكله الله بها المطر و النبات .
3.
إسرافيل
: و وظيفته التي وكل بها النفخ الصور يوم القيامة .
4. ملك الموت عزرائيل : وهو
موكل بقبض الأرواح , وله أعوان من الملائكه لقول تعالى : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ
عِبَادِهِ ۖ
وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ
رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ)[30]
5. أعوان ملك الموت وهم صنفان :
ملائكة رحمة , و ملائكة عذاب وهم مع ملك الموت المقصود بقول تعالي : (توفتره
رسلنا وهم لا يفترون)
6. حملة العرش
: عرش الرحمن عز و جل وهم أربعة , و إذا جاء يوم القيامة أضيف إليهم أربعة آخرون ,
لقول تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ
رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ
كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ
وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)[31]
7.
راضون
و عمله الذي وكل به خزانة الحجنان ,
فهو خازن الجنة رئيس الخدم بها.
8. خدم الجنة : و
هم ملائمكة لا يحصي عددهم إلا الله تعالى , قال تعالى : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا
وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ
وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ , سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا
صَبَرْتُمْ ۚ
فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)[32].
و ورد أن للواحد لأهل الجنة خدما لا يقلون عن ثمانين ألف خادم , وظيفتهم : خدمة
أهل الجنة[33]
9. الزبانية وهم
تسعة عشر ملكا , ركلهم الله تعالى فى النار , فهم دخزانها يعذبون فيها أهلها , قال
تعالى : (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ , وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ , لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ
, لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ , عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ , وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ
النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ
وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ
وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ
وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ
بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ
كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ
وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ
وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ)[34]
و رئيس هؤلاء الخزنة يدعي مالكا , قال تعالى في الحديث عن أهل النار. ()[35]
10. الكرام الكاتبون و
عملهم كتابة أعمال البشر , وإحصاؤها عليهم , فعلي يمين كل مكلف ملك يكتب صالح
أعماله. و لعن يساره ملك يكتب سيئات عمله . قال تعالى : (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ
بِالدِّينِ , وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ , كِرَامًا كَاتِبِينَ , يَعْلَمُونَ
مَا تَفْعَلُونَ)[36]
11. الحفظة عملهم
حفظ الإنسان من الجان , و الشيطان , و
العاهات والآفات. قال تعالى : (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ
بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ
وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ)[37]
12. الملك الموكل بالرحم لحديث
البخارى و المسلم والفظ له "إن الله عز و جل قد وكل يالرحم ملكا فيقول إي رب
نطفة , إي رب علقة , فإذا أراد الله أن يقضي خلقا قال : قال أي رب ذكر أو أنثى ,
شكي أو سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجمل؟ فيكتب كذالك في بطن أمه "[38]
13. ملك الجبل
وهو ملك وكل الله الجبل لحديث البخاري و المسلم : "فناداني ملك الجبل فسلم
علي فقال يا محمد ذلك بماشئة إن شئت أن أطبق غليهم الأخشبين.....الحديث[39]
14. الملائكة السياحون وهم ملائكة في الأرض
يبلغون سلام أمة محمد وصلاتها علي نبيها صل الله عليه و سلم لحديث أحمد وهو صحيح
الإسناد "إن لله في الأرض ملائكة سياحين سيلغون عن أمة السلام"[40]
15. ملائكة الدعاء , و
عملهم وكلوا به أن العبد إذا دعا بدعوة لأخيه المؤمن وهو الغائب قال الملك : (آمن
ولك بمثل ذلك ), و لحديث مسلم " دعوه المرء المسلم لأخسه يظهر الغيب مستجابة
عند رأس الملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمن ولك بمثل"[41]
16. ملائكة العروج بأرواح
العباد بعد الموت لحديث مسلم "إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان فيصعدانها
قال حماد[42]
فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صل
الله عليك و علي ما كنت تعمرينه , فينطلق يه إلي ربه , عز وجل ثم يقول انطلقوا به
إلي آخر اللأجل....و ذكر للكافر عكس ذلك[43]
17. منكر و نكير :
و عملها سؤال العباد في قبرهم عن الرب تعالي , و الدين , و النبي صل الله عليه و
سلم أي يقولان : من ربك , وما دينك, ومن نبيك؟ لحديث الترمذي وهو حسن الإسناد و
أصله في الصحاح و فيه (حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف البصري حدثنا بشر بن المفضل عن عبد
الرحمن بن إسحق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر
والآخر النكير فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم
يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم يقال له نم فيقول أرجع إلى
أهلي فأخبرهم فيقولان نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله
من مضجعه ذلك وإن كان منافقا قال سمعت الناس يقولون فقلت مثله لا أدري فيقولان قد كنا
نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف فيها أضلاعه فلا يزال
فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك)[44]
[45]
الإختتام
لقد عرفنا من البحث الآتية عن وجود
الملائكة , و صفاتها , و وجباتها. و وجب لنا الإيمان بها. لقد قال الله تعالى عن خلق الملائكة و بين رسول
عن اللإيمان بها. قال الله تعالى : (وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَائكَةِ
إِنِّى جَاعِلٌ فِى ٱلأَرضِ خَلِيفَةًۖ
قَالُواْ أَتَجعَلُ فِىها مَن يُفسِدُ فِها وَيَسفِكُ ٱلدِّمَاءَ وَنَحنُ نُسَبِّحُ
بِحَمدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّى أَعلَمُ مَا لَا تَعلَمُونَ) البقرة : 30 , فقد تضمن هذا الخبر وجود
الملائكة و مخاطبة الله تعالى لهم, و مخاطبتهم له سبحان الله تعالى, وهو دليل قاطع
على وجود الملائكة.
المرجع
القرآالكريم
البخائرى
,أبو بكر جابر , عقيدة المؤمن ,دار الفكر , بيروت-لبنان
البوطي
, الدكتور محمد , كبرى اليقينيات الكونية-وجود الخالق و وضيفة المخلوق , دار
الفكر المعاصر , بيروت-لبنان
[6] الدكتور
محمد البوطي , كبرى اليقينيات الكونية-وجود الخالق و وضيفة المخلوق , دار
الفكر المعاصر , بيروت-لبنان , ص : 273
[13] الدكتور محمد البوطي , كبرى اليقينيات
الكونية-وجود الخالق و وضيفة المخلوق , دار الفكر المعاصر , بيروت-لبنان , ص :
274
[16] الدكتور محمد البوطي , كبرى اليقينيات
الكونية-وجود الخالق و وضيفة المخلوق , دار الفكر المعاصر , بيروت-لبنان , ص :
274
[21]ثبت هذ في صحيحين اللؤلؤ و المرجان : ¼ و البخارى : 47/240 . و المسلم
: 1/109 .
[23] ذكره صاحب الحبائك و عزاه إلي أبي داود , والذي وقفت عليه أبي داود نصه
" أذن لي أن أتحدث عن الملك من حملة العرش
رجلاه في الأرض السلفى , و على قرنه العرش ,
و من شخمة أذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمئة عام" و المراد أنه ملك شبه
الديك , و معني مرقت : خرقت . أبو داود : 2/534
[24] الدكتور محمد البوطي , كبرى اليقينيات
الكونية-وجود الخالق و وضيفة المخلوق , دار الفكر المعاصر , بيروت-لبنان , ص :
275
[25] إشارة إلي قول تعالى :( )آل عمران الآية : 59 و إلى قول تعالى : ()
سورة الحجر الآية : 26 و الحديث رواه مسلم : 8/11
[26]أبو بكر جابر البخائرى , عقيدة المؤمن ,دار الفكر ,
بيروت-لبنان , ص : 123
[29] و البخارى 1/94.92) و نسلم (1/ 101.19) . و قد
ثبتت فبل ذلك بالقرآن و فيه سورة بإسم الإسراء . قصة
الإسرء و النعراج ثابتة في الصحيحين , راجع اللؤلؤ و المرجان: 1/39.35)
[40] بتعليق نصر الدين الأباني الطبعة الثانية :
ص 36 و أخرجه الناسائي ى و إبن
بان, فضل الصلاة علي النبي صل الله عليه الصلاه و السلام
[44] رواه الترمذي (الجنائز/70) و أبو داود بمعناه (2/540 , 541) و ابن
ماجه (جنائز/65) و أحمد (3/126 , 4/288)
[45]أبو بكر جابر البخائرى , عقيدة المؤمن ,دار الفكر ,
بيروت-لبنان , ص :124-127
Comments
Post a Comment